لقاءات

ضياء الناصري: لن أكون مجرد قارئ للخبر .. وانأ من أشرت على أطوار بهجت بالاستقالة

 

رسول علي

جريدة الانصار – بيروت

مجلة المشهد الاعلامية - القاهرة

شاب عراقي تألق في مجال الإعلام. فأصبح من النجوم التي ترغب الفضائيات العربية الكبيرة بان تضمه ضمن كادرها. لا يعرف معنى للتعب او الغرور ويواصل تطوير نفسه ومهاراته باستمرار ومهما قدم إعمالا متميزة يحس انه يحتاج الكثير والكثير.. انه مراسل قناة العربية ضياء الناصري حاورناه بكل متعة وصراحة فأجاب عن أسئلتنا التالية :

 

من هو ضياء الناصري؟؟

ضياء الدين رياض محمد، مواليد 21/5/1972 ذي قار متزوج ولي 3 اطفال درست في اربيل كلية الاداب فرع اللغة الانكليزية ولم اكمل بسبب تدهور الوضع الامني اواسط التسعينات ومن ثم درست اختصاصا مغايرا هو الدراسات الاسلامية.

 

كيف كانت بدايتك في الاعلام ؟؟

في عمر السادسة عشرة تقريبا بدأت بتسجيل مسرحيات اذاعية في الاذاعة بعد ان نجحت في تمثيل تمثليات مسرحية، ومن خلال المسرحيات الاذاعية كنت احاول تقليد بعض المذيعين المعروفين حينها فاشار علي الاستاذ محمد حسن (ابو جسام) (وهو احد اهم المخرجين في ام بي سي عندما كانت في بريطانيا) وقال لي حينها باني امتلك خامة صوة هامة يجب ان اهتم بها واتدرب على الالقاء وكان اول من تنبأ لي بمستقبل هام..

 

 

يقال ان هناك من في عائلتك عارض عملك وتحديدا عملك كمراسل وكيف كان تاثير هذا الاعتراض في قرارك؟؟؟ 

بدايات عملي الاعلامي لم يكن هناك تقبلا لعمل الاعلامي وكنت اسمع كلام ان ماتطمح اليه يشبه القاريء ولايوجد فيه ابداع، لكن مع تطور الاعلام وتعدد المهارات الاعلامية هذا الكلام جعل لدي دافعا بالبحث عن شيء مختلف يقوم به الاعلامي ويميزه عن غيره "يعني يختلف عن مجرد قاريء" اما عندما اصبحت مراسلا بالتأكيد كل العائلة ماكانت توافق لما كان يحيط عمل المراسلين من خطر وما اكثر من تعرضوا للتصفيات الجسدية لكن اصراري على الاستمرار ومحاولاتي المستمرة لتفهم قلق العائلة والوالد واقناعهم مكنني من الاستمرار على هذا النحو 

 

البعض يرى ان الغربة هي من صنعت ضياء الناصري كاعلامي وتحديدا لبنان فما رايك ؟؟

 لبنان هي مدرسة اعلامية كبيرة، وكوني عشت فيها غربتي وكنت احتاج الى مايميزني على نظرائي الاعلاميين اللبنانيين اذ كنت ابحث عن التميز دائما لكسب هذا الرهان او هذا التحدي نعم اقر بان لبنان ساهمت في صناعة ضياء الناصري، لكن العراق هو من أبرزني..  

 

تجربتك مع قناة المنار كيف كانت وكيف تقيمها؟؟؟

ممتازة جدا، قناة المنار خلافا لما يتصور كثيرون كانت تتعامل معنا في العراق باحتراف كامل وحتى اني بعدما انتقلت الى الجزيرة لم احصل على شيء جديد فالقواعد المهنية لاتختلف، لكن من يختلف هم الاشخاص ومستوى التزامهم بهذه القواعد وايضا المحطات الكبيرة التي تمنحنا شهرة اكبر

 

النقاد يرون ان مستوى اداءك في العربية افضل مماهو في المنار فماهي الاسباب برايك ؟؟

 سؤال جميل، اعتقد بان ما اختلف هو اكتسابي خبرة اضافية مكنتني من تجاوز الاخفاقات والاستفادة من اخطاء الاخرين بشكل افضل وايضا يجب ان لاتنسى بان الخطأ على المحطات الكبيرة يبدو اكبر والانجازات الكبيرة على المحطات الصغيرة مهما كبرت فتبقى محدودة بحسب المساحة التي تغطيها تلك المحطات واذكر لك على سبيل المثال انا اول صحفي عراقي عملت على مسالة متابعة النتائج الاولية للانتخابات في انتخابات الجمعية الوطنية اوائل عام 2005 وحصلنا على نسبة متابعة كبيرة جدا، ولم تتجرأ حينها اي محطة على خوض هذه التجربة، وكان انجازا هاما حينها واعطينا النتائج قبل المفوضية المستقلة للانتخابات باكثر من عشرة ايام ويذكر الجميع حينها عندما اصدرت المفوضية بيانا دعت الناس الى اعتماد ماتعلنة المفوضية وليست وسائل الاعلام بالاشارة الى قناة المنار التي كانت منفردة حينها بنشر النتائج والتي كانت تقارب واقع النتائج النهائية بحوالي 98%..

 

ماهي اسباب تركك للعمل في قناة المنار ؟؟

 ربما ماذكرته في السؤال السابق هو احد اهم الاسباب فاي انجاز مهما كبر حجمه لايأخذ حقه بشكل كامل بسبب محدودية نسبة المشاهدين واعتقد بان من حق اي صحفي ان يختار ما يراه مناسبا لمسيرته الاعلامية ومستقبله، فقد اخذت حاجتي من قناة المنار واعطيت المنار كل ما استطعت، وعندما حصلت على عرض مناسب وبالحاح من الاستاذ غسان بن جدو شخصيا تركت قناة المنار وانتقلت الى قناة الجزيرة حينها..

 

هناك من يقول ان المراسلين الجيدين في العراق يعملون في القنوات العربية وليست القنوات العراقية فماتعليقك على هذا القول؟؟

ليس المهم "اين يعملون ؟؟" بل ان يبقوا عراقيين، فكل شخص يستطيع ان يخدم من موقعه، تخيل لو خلت القنوات العربية الكبيرة من اعلاميين عراقيين فمن سوف ينقل الصورة بشكل جيد من الداخل ومن سوف يوصل الصوت بامانة، فكما يقول المثل اهل مكة ادرى بشعابها، وانا سوف اقول لك شيئا وهذا الشيء يشاركني به كثير من الاعلاميين العراقيين،  معظمنا نحمل هم العراق وقد فاتحنا جهات وشخصيات مرموقة واليوم من خلال هذا اللقاء اكرر الدعوة لانشاء مؤسسة اعلامية عراقية وطنية، ستجدنا جميعا نعمل فيها من اجل العراق، لكن بعض المسئولين عندما طرحت عليهم الفكرة اسسوا محطات فضائية خاصة بهم وطلبوا منا ان نعمل بها وتحول الطموح الى مشروع وطني الى مشروع شخصي او حزبي مطلوب منا ان ننخرط فيه، بشروط تلك الاحزاب او الشخصيات وافقد مهنيتي على حساب هذه "الدكاكين الاعلامية" وهذا غير مقبول بالنسبة لي..

 

مميزات المراسل الصحفي الناجح برايك ؟؟؟

اعتقد بان مميزات المراسل الصحفي الناجح، هو اعتماد معلومة صحيحة، والوصول السريع الى المعلومة، وتقديمها بطريقة واضحة اقرب الى فهم الجمهور، والاهم هو ايصال المعلومة فايصالها كاملة احسن من تحريفها او انقاصها لان ذلك تزوير في التاريخ.

 

هل على المراسل ان يتقيد ويتبع سياسية القناة التي يعمل بها ام ترى غير ذلك؟؟؟

حتى اكون صريح معك، لاتوجد هناك مؤسسات اعلامية خيرية فلكل محطة اجندة، لكن صدق او لا تصدق لم يتصل بي اي احد حتى يومنا هذا ويطلب مني ان اقول كذا او كذا .. لم يحصل هذا اطلاقا وربما السبب اني التزم بمقاييس مهنية، نعم تدور حوارات بين الزملاء فلدينا اجتماع تحريري يومي وتطرح فيه افكار ويتم مناقشتها لكن الاحتكام النهائي الى اصول المهنة.

  

هل سيتخذ ضياء الناصري في يوم من الايام قرارا شبيه بقرار الشهيدة اطوار بهجت عندما احتجت على سياسية قناة الجزيرة ؟؟

ساكشف لك سرا اخر، اتصلت بي صبيحة ذلك اليوم الشهيدة اطوار بهجت وسألتني عما يجب ان تفعله مما حصل، فاقترحت عليها ثلاثة اقتراحات كان احدها تقديم الاستقالة حفظا لحياديتها، وقلت لها ان الانسان يجب ان يختار اما شعبه وناسه ونحن ادرى بما يفكر الناس او ان يختار ويسكت عما قيل في برنامج الاتجاه المعاكس فاذا قبلنا فالتاريخ لن يرحم، واسئل الله ان لا اكون امام خيارات محددة، كي لا اتخذ قرارات صعبة. اكره الوقوف في منتصف الطريق.. 

 

العمل في قناة العربية ماذا يمثل لك وهل يعني انك وصلت الى القمة ؟؟

 كل قناة وكل محطة هي طريق الى القمة، كما كانت لي المنار طريقا الى القمة، فاني اكملت الطريق من خلال العربية، لكن الاهم ان يطور الانسان كفاءته وخبرته ويجددها باستمرار فالتغني على اطلال الماضي لايطور، ومسئوليتي تزداد حجمها كلما اكتسبت المزيد من الخبرات

  

انتقالك في العمل من بغداد الى طهران هل كان بارادتك ام انه قرار جاء من ادارة قناة العربية ؟؟ ومارايك في هذا القرار بالتحديد ؟؟

فقط للتوضيح قبل طهران كنت في لبنان وعملت بها عامين تقريبا، اما قرار الانتقال الى طهران كان بعد ان طردت السلطات الايرانية مدير مكتبنا السابق في ايران، فكان اقتراح من الاستاذ نخلة الحاج مدير قسم البرامج والاخبار، واجبته هل هو قرار من الادارة ام اقتراح، قال لي : هو اقتراح، فطلبت منه بعض الوقت للتفكير، واجبته بنفس اليوم بالموافقة بعد ان استشرت زوجتي ووالدي.

 االنقاد يقولون ان افضل ماقدمه ضياء الناصري خلال مسيرته الاعلامية هو تغطيته للانتخابات الايرانية وتنقله البارع وحواراته الجريئة ودقة اختياراته لضيوفه كيف ترى انت ذلك ؟؟؟ ومااسباب هذا النجاح برايك ؟؟

اعتقد باني حاولت ان اقدم افضل مالدي في كل مكان عملت به، ففي لبنان مثلا قدمت للجمهور زاوية مختلفة خصوصا في الاحداث الساخنة هناك وحصلت على معلومات حصرية وسبقت العديد من المحطات والزملاء المراسلين، وعلى سبيل الدعابة كنت امازح بعضهم كالزميل عباس ناصر مراسل قناة الجزيرة فقلت له : الا تخجل من مراسل عراقي ينافسكم ويتحداكم بالاخبار الخاصة والسباقة في عقر  داركم وعلى ارضكم، فيجيبني باننا لاننافس الضيف..

 الاحداث المهمة في العراق كالانتخابات والتغطيات الخاصة يلاحظ ان قناة العربية عمدت الى ارسال مذيعي استديو مثل سهير القيسي ونجوى وغيرهم لاجراء تلك الحوارات والتغطيات ولم تعتمد على مراسليها في العراق فهل هذا يعني ان قناة العربية غير راضية عن اداء مراسيلها في العراق  ام اسباب اخرى؟؟

لم ترسل قناة العربية اي من مذيعيها عندما عملت طيلة فترة وجودي، وقد قدمت لقناة العربية برنامجا في العام 2006 تحت عنوان العراق .. عام على الدستور حاورت فيه كل مسؤولي الصف الاول ابتداءا بجلال الطالباني في عشرة حلقات، فلو لم تكن قناة العربية تعتمد على مراسليها لما منحتني فرصة تقديم هذا البرنامج، واضافة لهذا فان التغطيات الخاصة لايمكن ان يلبيها الطاقم الموجود على الارض لذلك نحتاج الى تعزيز الكوادر الموجودة في العراق باعداد اضافية..

 

من هو افضل مراسل عربي او عراقي برايك حاليا ؟؟

 اتمنى ان لايزعل مني الزملاء، لكني اعتقد بان اهم مراسل عراقي هو الزميل قاسم الساعدي مراسل وكالة الاسوسيتد برس وافضل مراسل عربي هو عباس ناصر مراسل قناة الجزيرة

 ساحة الاعلام العربي تخلو من مراسلات صحفيات متميزات فهل السبب هو الهيمنة الذكورية ام اسباب اخرى ومن الافضل في هذا العمل الرجل ام المراة ؟؟

لا نستطيع الجزم بالافضل، فالمسئلة تتعلق بالصحفي والمراسل اوالمراسلة نفسها، لكني اعتقد بان قدرة المراسل على التنقل والمناورة وخصوصا في الاماكن الخطرة والحساسة اكثر من المراسلة، مما يعطيه فرصة اكبر للتفوق او الابداع، لكن المراسلات اللاتي اثبتن حضورهن وتميزهن لسن بالقليل واليك المرحومة اطوار بهجت مثالا. 

 

أي التقارير التي تحب ان تعمل بها هل هي السياسية ام الاجتماعية وتجد نفسك فيها ؟؟

 لافرق .. انا ابحث عن المعلومة والتميز اينما كان سواءا في حوار او تقرير سياسي او اجتماعي المهم ان اكون راضيا به عن ادائي وينال اعجاب الناس..

 المؤتمرات الصحفية غالبا ماتسبب ازعاجا للمراسلين بسبب عدم التزام السياسين بالمواعيد وخصوصا في العراق فهل ذلك يؤثر على نفسيتك وعلى عطاءك وكيف تتعامل مع  هذا الموضوع؟؟؟

هذه احدى المتاعب التي نواجهها، ولكني اذا احسست بان التأخير والاجراءات الشكلية اكثر من مضمون المؤتمر، فتجدني اتجاوز المؤتمر واسلط الضوء على هذه السلبيات وربما اطرحها في قالب سؤال عادة ما يزعج السياسيين انفسهم..

 هل تطمح ان تكون مذيع اخبار داخل استديو ام تفضل البقاء كمراسل صحفي ؟؟

احب الاثنين ولا استطيع التخلي عن مهنة المتاعب على الارض والبحث عن المعلومة وملاحقتها فهذا يشكل جزءا من شخصيتي، لاني لا استطيع ان اكون مجرد قاريء للخبر..

 

هل هناك توزان بين علاقتك الاجتماعية وبين عملك ام هناك تقصير في هذا الشان ؟؟؟

 احاول ان لا اقصر، قدر الامكان لكن بعض الواجبات الاجتماعية اذا تطلبت سفرا او بعدا او ما شاكل ذلك فيجعلني احس بالتقصير اكثر، لكن لزوجتي فضلا علي باسقاط الواجبات في غيابي او تقصيري او بالفاتها نظري بضرورة المبادرة هنا او هناك لذلك هي التي تكمل شخصيتي في بعض جوانبها

 

أي الفضائيات التي تطمح العمل بها وهل هناك من عودة للعمل مع قناة المنار ؟؟

 اعتز بقناة المنار وبالزملاء الذين عملت معهم، ولايزال تواصلي مع بعض الزملاء متواصلا حتى الان، بل ان بعضهم لايزال حتى الان يطلب مني المساعدة في خبر هنا او ضيف هناك كزملاء،

 

كلمة اخيرة لجمهورك ولجريدة الانصار ولمجلة المشهد ؟؟؟

بداية اجد من الضروري شكرك انت سيدي العزيز على هذه المساحة من التواصل والاعتذار منك لتأخري اكثر من مرة بسبب كثافة الشغل خصوصا بالتحضير لتغطية خاصة بمرور عام على الانتخابات الايرانية، وايضا لجريدة الانصار ومجلة المشهد، اما بالنسبة للجمهور الذي دائما ما يحيطني باهتمامه ولومه عندما ابتعد قليلا عن الشاشة، فاقول لكم جميعا، اينما اكون سأبقى وفيا لمهنتي وحريصا على اي معلومة احصل عليها بان اوصلها بامانة فهذا واجبي وهو جزء من شخصيتي.. 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com