تحقيقات

الزواج الثاني .. نوم في العسل أم هدوء ما قبل العاصفة؟!

 

ـ لماذا يرتضي الزوج هجر زوجته ولا يقبل أن تهجره هي؟!

ـ زوجات يجلبن السعادة على حساب تعاسة الأخريات

ـ (مـره متاكـل مـره) .. أقـدم عـذر للـزواج مـن ثانيـة

حسين الفنهراوي / بنت الرافدين

الرجل والمرأة أساس المجتمع وهما مكملان أحدهما للآخر وتكتمل الحياة الأسرية بسعادتهما. ووهب الله الرجل نعمة إمكانه الزواج بأكثر من واحدة بعد أن أنزل في محكم كتابه المجيد (مثنى وثلاث ورباع ) وجدها البعض حجة للزواج من ثانية وثالثة وربما رابعة بحجة ان الله حلل ذلك ونسو العدل بين الزوجتين كما أمر الله تعالى مرددين المقولة الشهيرة للباحثين عن الزوجة الثانية في زحام المشاكل والأوضاع المعيشية السيئة أن (مره مراح تاكل مره). بعد أن يفشل في جعل الأمور تسير لصالحه مع الزوجة الأولى. والسؤال هنا لماذا يبحث الرجل عن الزوجة الثانية وهل الزوجة الثانية نعمة أم نقمة؟ وهل الهروب للزواج من ثانية حلا لمشكلة الرجل مع زوجته الأولى؟

 

سعادة توب

السيد عبد العال جاسم المعموري متزوج من اثنتين قال "الزوجة الثانية نعمة فقد جربتها بعد أن ذقت الأمرين في زواجي الأول وها أنا أعيش أيامي سعيدا معافى متنعما بزوجتين يقومان معا لتوفير الراحة " وعن المشاكل بينهما قال "إستطعت أن أوفر لهن ما يحتجنه مني والحمد لله لم أمر بأي مشكلة كبيرة بينهما" مضيفا " مرت سنة تقريبا على زواجي من ثانية دون مشاكل وأنا أخاف القادم أتمنى أن يكن خيرا"

 

حجة واهية

أما السيد سلام طاهر مكي تزوج إمرأة ثانية منذ شهرين يقول " ان الظروف أجبرتني على الزواج من ثانية بعد أن يأست من إصلاح زوجتي الأولى بعد أن تركتني وأتجهت الى تربية الأبناء فمنذ خمسة سنين وأنا أعاني من فراغ فهي نسيت إنني زوج يحتاج الى إمرأة قريبة مني فكنت على يقين ان زواجي الثاني سيكون باب السعادة بالنسبة لي. وها أنا ذا أهنأ بزوجة ثانية أعادت لي بعض ما فقدته في سنين مضت". ولكنه لم يجد ما يقوله عندما وجهنا له سؤال هل ترضى أن تفعل بك هي مثلما فعلت بها وتزوجت عليها أخرى؟ غير كلمة(مو آنه رجال هيه مره).

 

رجال في طفولة متأخرة جداً

كان السيد هشام عزيز أكثر جرأة وصراحة حينما إلتقيناه وهو الرجل الذي فتح قلبه قائلا" ما أن كبر أبنائنا وبناتنا حتى بدأت زوجتي تنفر مني ولا تهتم بي حتى أصبحت تنام مع أبنائها في غرفة واحدة وتتركني لوحدي بحجة الخجل من أبنائها وتعاملني بخجل أمامهم في الوقت الذي كنت بحاجة الى إمرأة تشاركني حياتي وتكون قريبة مني وأصبحت مجبرا للهروب منها والزواج بأخرى تمنحني دفء الحنان في بيت لا يوجد فيه غيرنا مع علمي بأن زوجتي غير راضية عني بقلبها ولكنها قبلت بلسانها فقط فأنني أحس أن الأمور تغيرت بالنسبة لي وأنا الآن أعيش في العسل كما يقال.

 

الفأس والرأس

ما أن إنتهت الأشهر الأولى لزواجي الثاني حتى بدأت عواصف المشاكل تهب عليّ من كل حدب وصوب و(يأم حسين جنتي بوحده صرتي بأثنين) هكذا بدأ السيد جبار عناد أبو واثق حديثه بألم مضيفا"بعد فترة زواج دامت 12 عاما وجدت نفسي أعيش مع إمرأة لا تتوقف عن الإستفهامات لماذا وأين ومتى وكيف؟ حتى أصبحت حياتي جحيما وبدأت أكره العودة الى البيت بعد خروجي منه.وبما أنني كنت أستطيع أن أفتح بيتا آخر وأعيش مع زوجة جديدة توكلت على الله ولكن لم يمضي الوقت طويلا حتى أكتشفت أن زوجتي الأولى أهون بكثير من الجديدة بالغيرة والشك والأسئلة المتواصلة والآن وقع الفأس بالرأس وليس لي سوى الصبر والمكابدة وكتمان السر أمام زوجتي الأولى خوفا من شماتتها بي.

 

في المحكمة

في داخل أروقة المحكمة عشرات النساء والرجال وقرب غرف القضاة كانت لنا وقفة مع السيد فيصل هادي شعلان الذي جاء مستعينا بالقضاء بعد أن ضاق به الحال مع زوجته الثانية قائلا "ان بعض الشر أهون" فقد تزوجت بثانية لكي تمحو الليالي السود التي قضيتها مع زوجتي الاولى ذاكرا لنا بعض صفاتها أعطيناه الحق في هجرها إن كان كلامه صادقا وبعد مدة وجدت ان زوجتي الأولى كانت أهون بكثير من الثانية. فيما قالت زوجته "ان الزوج الذي يمل زوجته أو أنه لا يحبها يقوم بإلصاق التهم بها فأنا قدمت له كل ما يحتاجه وعوضته الحرمان من الحياة السعيدة مع زوجته ولكنه وجد ملامة كثيرة وتأثير عليه وبدأ يعاملني بجفاء حتى يجبرني على طلب الطلاق منه وفعلا أنا طلبت الطلاق لأنني لا أستطيع أن أعيش مع رجل نكر جميلي "

 

العزة بالأثم

رجل ذاق الأمرين من زوجته الثانية فبعد أن كان مع زوجته الأولى يملك بيتا فخما وسيارة فارهة ومحلا لبيع الملابس غازله الشيطان وأعجب بأمرأة لم يمضي الوقت طويلا حتى تزوجها وأنجبت له منها ولدا ولأنها جميلة وصغيرة كان لا يرد لها طلبا حتى قام ببيع المحل والسيارة وهو الآن يعمل في مكتب لبيع العقارت سألناه هل هو سعيد مع زوجته الثانية؟ وبدون تردد قال " نعم الزوجةالثانية نعمة فضيلة أنعم الله فيها عليّ فهي أفضل بكثير من زوجتي الأولى " وأخذته العزة بالأثم قائلا "شفت على وجهه كل الخير".

 

رجال لم يجربوا بعد

"بالحب والصراحة والتفاهم يمكن أن يحافظ الأزواج على حياتهم الزوجية والكثير ممن يفشلون بتوفير الحب يهربون الى التفكير بالزواج مرة أخرى في محاولة لأيجاد بديل فلم تمضي مدة طويلة حتى يكتشف ان الحالة موجودة نفسها ولم تختلف بشيء.ويصاب بالأحباط والبعض الآخر يجرب ثالثة ورابعة لأيجاد السعادة كما يدعي في الوقت الذي يستطيع هو نفسه بخلق هذه السعادة مع زوجته الأولى دون الحاجة الى تغيير " هذا رأي السيد عباس عبد الكريم حسن أبو رحاب الذي أجاب على سؤالنا الزوجة الثانية نقمة أم نعمة؟ وهو رجل متزوج منذ عشر سنين من إمرأة واحدة ويشعر معها بسعادة تامة.

أما أبو سجاد رجل في الأربعين من عمره متزوج دافع عن المرأة دفاعا مستميتا قائلا "ان المرأة لم تكن في يوم من الأيام نقمة أن كانت زوجة أولى أم ثانية أم ثالثة ولكن فشل الكثير من الرجال في التعامل مع المرأة يجعلهم يقيسون الأمر بهذا المقياس وهو بأستطاعته أن يعيش مع أكثر من زوجة كما ذكر ذلك القرآن الكريم ولكن تحتاج الى رجال بأستطاعتهم ادارة الأمور لصالحهم بدون عناء وغضب وإكراه فالرجل هو سيد الموقف في كل الحالات.فالمرأة نعمة لا يمكن انكارها وإستغفالها.

فيما يقول السيد حسنين هادي عن الزوجة الثانية " لا بأس إذا كانت هناك موجبات للزواج مثلا مرض الزوجة وكبرها اضافة الى الأمكانية الجيدة ماديا ومعنويا" فيما أجاب عن هل ترتضي أن تتركك زوجتك إن كنت مريضا أو أصابك الكبر "هذا يعود للمرأة نفسها أن كانت وفية أم غير وفية" وأين هو وفاء الرجل قال "الرجل يختلف عن المرأة "بالوفاء مثلا أجاب "أجاز الله للرجل الزواج بأكثر من واحدة فيما لم يجيز ذلك للمرأة" ولكنه لا يرضى أن تظلم المرأة تهرّب من السؤال قائلا (هيه قسمه ونصيب) وخصمها.

 

إمرأة تقول رأيها

سعاد علي موظفة غير متزوجة تقول عن الزواج الثاني والمرأة الثانية "الزوجة الثانية ليست نقمة بل نعمة خاصة إذا كان الرجل يعاني من زوجته الأولى بسبب صفاتها وطبيعتها وثقافتها وغيرها فأن بالإمكان تعويضه" فيما أجابت عن رأيها بأن تكون زوجة ثانية و(تنزل على ضرة) أجابت مبتسمة"ولماذا لا أنا مستعدة أن أكون زوجة ثانية وثالثة بشرط أن يكون شخص جدير بالتضحية والأحترام لعلني أستطيع إسعاده وأنا متأكدة من ذلك " وأجابت عن سؤالنا هل تقبلين أن يتزوج عليك زوجة أخرى"نعم إذا أنا كنت مقصرة بشيء إتجاهه".

 

إتهامات بين النساء

(يمعود همه الزلم مالهم أمان) هكذا بدأت السيدة سليمه عبيد أجابتها عن سؤالنا لها عن الزوجة الثانية وكيف ترضى المرأة أن تكون زوجة ثانية وتكره أن يتزوج عليها زوجها مضيفة "أن السبب ليس في الرجال بل بالنساء اللواتي يغوين الرجال مع علمهن بأنه متزوج ويقمن بهدم بيته وهجر زوجته وأطفاله دون خوف من الله " وأنا أعتبر مثل هكذا نساء (عايفهن الوكت) يعني ليست فيهن صفات الزوجة الصالحة وإلاّ لماذا لم ينظر إليهن العزاب من الشباب؟" وأحسست أنها تتكلم بحرقة فسألتها عن السبب قالت أن زوجي من هذا الصنف من الرجال الذين يقعون في حبائل النساء اللواتي لا هم لهن سوى خراب البيوت.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com