تحقيقات

تحية لكِ ايتها المفتشة

 

نتيجة لتدهور الوضع الامني وفي العراق ووجود الارهاب وانتشار والعناصر المسلحة واستغلال المرأة للتفجير.. تطلبت الحاجة الى وجود عنصر نسوي في سلك الشرطة لتفتيش النساء.

فبدأت المرأة تعمل في سلك الشرطة لكنها بقيت داخل الدوائر الحكومية واطلق عليها اسم (المفتشه). لكنها تخرج احيانا ولمدة معينة الى الشارع لتفتيش النساء وخاصة في وقت الزيارات العتبات المقدسة او زيارة الاربعينية الامام الحسين (ع).

وطوال هذه الفترة بقيت المرأة مهمشة ولا احد يثني على جهودها ولا يفكر احد في يوم من ايام ان يسمعها كلمة شكر او يهنئها على دورها البطولي التي تقوم به في انقاذ ارواح الابرياء.

عن ذلك العمل المرهق خلف الستار قالت احداهن: عملنا يكون بعقد على الوزراة التي تنتمي اليها الدائرة التي نعمل بها وطبعا الراتب غير مجزي فالراتب هو 295 الف دينار عراقي فقط. ونعتقد بانه غير مجزي نظرا للخطورة التي نحن فيها هذا بالاضافة الى انه عقد وليس تعيين فاذا اصيبت المفتشة نتيجة عمل ارهابي اثناء تادية واجبها. فليس هنالك تقاعد او ضمان صحي وليس هنالك من يذكرنا علما ان جميعنا حالتنا المادية ضعيفة جداً.

اما السيدة (م. ع) فقالت: أنا مطلقة واسكن في بيت صغير مبني من جذوع النخيل واجاره 250 الف دينار فما يتبقى من الراتب اربعون الف فقط. هذا بالاضافة الى اننا نقوم بتفتيش النساء في العديد من المناسبات الدينية وبدون اجر او حتى كلمة شكر لنا).

وعن الاجور التي تتقاضاها المفتشة قالت السيدة (ب. م): تختلف الاجور من وزارة الى وزارة فالمنتسبات في وزارة الكهرباء او النفط راتبهن اكثر من 295 مع العلم اننا نقوم بنفس الواجبات وربما اكثر من تلك الدوائر فقطاع الصحة من اكثر القطاعات تماس مع المواطنين.

فيما مضى كان شرط التعيين هو معرفة المفتشة بالقراءة والكتابة فقط أما الان فشروط التعيين تقتضي شهادة المتوسطة كحد أدنى ومع ذلك فهناك مفتشات صاحبات شهادة بكالوريوس ومنهن الانسة (م. م) التي قالت: لو هناك فرص عمل لنا لما جئنا الى هذا العمل لأننا نريد ان نمارس ما درسناه.

فيما قالت اخرى: المهم هو الراتب لأننا نعيش حياة صعبة جداً ولدينا اطفال نريد ان نربيهم ولا نجعلهم يستغلون من قبل الغير بسبب الفقر.

اما عن عدد المفتشات في كل دائرة فتقول السيدة (ام محمد): العدد غير كافي لاننا نعمل حتى في ايام الجمع والسبت وهي ايام العطل. وهذا الشيء يتعبنا. وخاصة في المستشففيات لاننا نعمل من الصباح وحتى المساء فنريد ان يزداد العدد على الاقل الى 6 منتسبات ( مفتشات ). وذلك لكثرة عدد المراجعين من جهة ولكي يتقسم العمل على وجبتين وجبة صباحية ووجبة مسائية فهنالك اماكن تقتضي زيادة عدد المفتشات فيها وليس جميع المؤسسات.

 وعن الصعوبات التي تواجهها المفتشة اثناء عملها قالت السيدة (ام ابراهيم): بعض المراجعات ( الاقلية ) متسلطات اما لسوء اخلاقها او لدعمها من قبل بعض الاحزاب الدينية. فهن يرفضن التفتيش ونحن صراحة نخاف على انفسنا من ان تقطع ارزاقنا او تقوم بالهجوم علينا عند انتهاء عملنا وذهابنا الى البيت، كما لا توجد وسائط نقل تنقلنا الى بيوتنا. هذا بالاضافة الى ان عملنا ليس امني فقط. فالتفتيش يكون ايضا عند انتهاء الدوام الرسمي للموظفات وتفتشهن في حال انهن قد سرقن أي شي من المؤسسة. أي ان عملنا يشمل ايضا السرقة والفساد الاداري. خلال زيارة الاربعين القينا القبض على نساء كانت تسرق النساء الاخريات اثناء تأدية مراسيم زيارة الاربعين.

 لو كان هنالك فرص للعمل كشرطية. هل ستوافقين على العمل ؟

اجابت السيدة (ف. ق): لدي رغبة في العمل لكن نظرة المجتمع غير الجيدة للشرطية تمنعنا من ذلك، هذا بالاضافة الى اننا نخاف من بعض المليشيات التابعة للاحزاب ففي زيارة الاربعين كنا محمين من قبل قوات الامن وانتم تعرفون ان قوات الامن مستهدفة من قبل الارهابيين والمليشيات التابعة للاحزاب.

وعن الطموحات التي تعيشها المفتشة لتطوير عملها قالت السيدة (ام فاروق): نحن نحتاج الى تدريب. والى دروع. والى ارشادات دورية كل اسبوع. والى دعم مادي فاننا نضحي بانفسنا بدون ان يكون هنالك أي ضمان صحي او على الاقل يتم تعيينا على الملاك الدائم لوزارة الداخلية او تخصص وزارة لنا لكي يحسب لنا تقاعد. فنحن الان في كل يوم تصدر الدولة قرار ونخاف ان نفقد وظائفنا ويجب ان تكون قرارات الدولة بما يلائم اعمارنا وظروفنا المادية والاجتماعية.

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com