تحقيقات

شارع الرشيد ببغداد عجوز يرتجف من خيبة العمر


عبدالجبار العتابي

يعتبر شارع الرشيد أشهر شارع ببغداد وقد غزته الفوضى والاهمال منذ سنوات حيث تزداد التراكمات يوما بعد يوم حتى جعلت الشارع يضيق ويختنق، واصبح منظره لايسر. وهو يحوي أبرز المحلات والمقاهي التي ترتبط بذاكرة البغداديين.

عبد الجبار العتابي من بغداد: في الثالث والعشرين من تموز / يوليو من عام 1916، افتتح لشارع الرشيد، ويبلغ عمره ما بين ولادته عام 1916 و2009 التي نحن على اواخر سطحها، (93) عاما تشرئب شاخصة بالذكريات والاحداث والحكايات والاسماء والعلامات المميزة على امتداد المسافة ما بين (باب السلطان) الى (باب كلواذا).

وقد رسمت الاحداث والحوادث على سيمائه الكثير، وقد كان ملعبا ولاعبا. ويشعر اليوم من يطقعه بالخوف فلم يكن الشارع من قبل يبث أي شيء من الخوف والرهبة، ولا عرفت امكنته غير الراحة والفرح.

يعد شارع الرشيد اول شارع يُشق في العراق وفق المفهوم الحديث للتخطيط، وقد ارتبط بأسم (خليل باشا) والي العراق الذي وضع خطة لتنفيذ شق الشارع، لكن العثمانيين اطلقوا عليه اسم (هندنبرك) القائد الالماني، للعلاقة الوثيقة بين الدولتين، على اثر حصارهم لمنطقة الكوت، وربما لصعوبة الاسم او الفصل الاول في شق الشارع كانت التسمية للاولى (شارع خليل) هي الطاغية على الرغم من ان بعض اهالي بغداد في ذلك الوقت كانوا يطلقون عليه اسم الشارع الجديد او الجادة الجديدة، لكن الاستاذ الباحث باسم عبد الحميد حمودي يذكران:(اول اسماء الشارع هو جادة ناظم باشا، حيث بدأ الوالي العثماني ناظم باشا 1911 بهدم الدور التي يخترقها الشارع رغم معارضة الناس الذين انتقلوا الى الاعظمية والكرخ والكرادة الشرقية، لكن ناظما هذا وصل بشارعه الى محلة (السنك) حيث مقر القنصلية البريطانية ولم يستطع هدم حديقتها تمهيدا لأيصال الشارع الى الباب الشرقي، فقد استطاع البريطانيون وقف العمل ونقل الوالي لكنهم عندما دخلوا بغداد محتلين فجر (11) اذار1917 اكملوا الشارع فتح الشارع لأعمالهم العسكرية وازالوا الانقاض في مكان النزاع، وعندما قام الحكم الاهلي الوطني سمت الحكومة الشارع بشارع الرشيد تخليدا لذكرى الخليفة العباسي الاشهر) ويذكر الاستاذ حمودي ايضا: (بعد تبليط الشارع بعد عامي 1926-1927 قرر مجلس امانة العاصمة بعد اعوام منع اصحاب المهن التالية من العمل في الشارع وهم : القصابون، الصفارون، الحدادون، الندافون، التنكجية، باعة الخضر، باعة الكباب، باعة الفحم وباعة الخشب، وقد صدر القرار في الخامس من اذار / مارس 1937، وتكرر الامر في عام 1945، ولكن سمح لباعة الفواكه في سوق الامانة الاستمرار في عملهم، ويبدو ان ذلك قد تم بسبب الصداقة التي كانت تربط رئيس الوزراء المزمن نوري السعيد وآل كنو اشهر باعة فاكهة في ذلك السوق ).
وشارع الرشيد له شخصية معمارية فريدة ذات خصوصية وجمالية متميزة، هذا اضافة الى ارتباطه باحداث وطنية وذكريات كثيرة حعلته يقف في صدارة الشوارع العراقية اهمية وجمالية، فهو يتميز بعمارته ذات الاروقة التي تتصدرها الاعمدة ذات التيجان المقرنصة والتي يقول عنها اهل المعمار انها تشكل سلسلة ايقاعية على طول جانبي الشارع، وهي توفر بذلك حماية مناخية للسابلة وتعطي صورة جميلة وشعورا انسانيا بالالفة مع هذه البنايات التي تحمي كتلته الضئيلة وسط الكتل الاجرية الشاهقة، كذلك يتميز ببناياته التي تتشابه في ادائها الفني كما يقال حيث تتألف من طبقتين او ثلاث طبقات، هذا بالاضافة الى جمالية التشكيلات الفنية التي فيه والتي من اهمها شبابيك الارابسيك.

ساحة الميدان مغلقة بالحواجز الكونكريتية، وينتشر في الساحة بعض من باعة الاطعمة و(الانتيكات)، لكن المنظر قاتم وان شممت فيه رائحة بغداد القديمة ولكن بالنكهة المحببة الى النفوس، كان هناك ممر يؤدي الى شارع الجمهورية، واخر افتتح مؤخرا يؤدي الى الباب المعظم من ناحية وزارة الدفاع والمكتبة الوطنية، وبالتأكيد ليس هنالك ما يستحسن في المكان الذابل تماما وبناياته الواضح على معالمها الخراب، قلت لبائع مجلات في الطرف القصي من الشارع : كيف ترى الحال هنا؟ فقال : الان افضل، فقد كانتقبل هذا الوقت مغلق تماما ومرعب ولا تشاهد احدا يصل الى هنا، واضاف : اما الخراب في هذا المكان فواضح، ولا اخفي عليك ان مقهى (ام كلثوم) حينما فتحت ابوابها عاد شيء من الحياة الى الميدان.

كان الشارع من الميدان الى ساحة الرصافي لايمتلك الحيوية وملامح المكان ليس فيها سوى القبح، فالشرفات متآكلة واسيجتها متساقطة والوان قاتمة، صحيح هناك حركة والمحال التجارية استعاد بعضها عافيته وعاد ليفتح ابوابه وخاصة بعد تعمير شارع المتنبي ولكن الصورة العامة ترسم لقطات من اسف على ما آل اليه الشارع، مددت رأسي مقهى (حسن عجمي ) فما وجدت سوى مجموعة من كبار السن يقتعدون المقاعد خارجها وحين نظرتها من الداخل كان المنظر مؤسفا فالاشياء متراكمة وتكاد المقهى تتداعى حيث الرطوبة تصرخ في ارجائها، اما ما فوقها فليس الا هيكل خاو آيل للسقوط، وقفت امام رواف عجوز وقلت له : مازلت اراك هنا، فقال وماذا افعل انني التقط رزقي وان كان شحيحا، فكما ترى فالشارع مجدب ولكن ليس لي الا البقاء، رفعت راسي الى اعالي البنايات، كانت متهرئة وفي غاية البؤس، وحين تساءلت : اما بالامكان تعميرها؟ جاءني الجواب : انها وقف ولايمكن التصرف بها، وانها تعد من الاموال المجمدة، قلت وان سقطت على رؤوس الناس؟ قيل لي فلتسقط.. من يهتم!!.

تمثال الرصافي كان بائسا والشظايا ملأت جسده الذي تم طلاؤه باللون الاصفر فكان قبحه صارخا. ساحته التي تحولت الى مرآب فوضوي لسيارات الاجرة، اعيد ترتيبها لتخلو من الفوضى ولكن السيارات سرعان ما انتشرت في الشارع القريب، في الساحة تتراكم الازبال وثم منظر غريب يشد الناظر وهو العربات الخشبية المتجمعة هناك والمربوطة بسلسلة واحدة بعد ان ينتهي عملها في الشارع حيث المكان عبارة عن زحام شديد لعربات الباعة الواقفة وعربات الحمالين المتجولة، منطقة مجنونة بالاكتظاظ والصخب، واذا ما نظرت حول المكان لن تجد ما يسرك. يبدو تصميم البنايات جميلا ولكن ثمة حسرة على خرابها، بعد أن كانت في يوم ما ضاجة بالحياة والتميز والفخامة والابهة، اصبحت اليوم في عداد المنسيين، ركاما على ركام واهمال.
في ساحة حافظ القاضي، يبدو الصخب والتراكم للناس والبضائع مروعا، فعلى جانبي الشارع تصطف المناضد والعربات بشكل فوضوي وليس هنالك الا ممر صغير للمارة، وصولا الى المنطقة القريبة من بناية البنك المركزي الاولى العالية حيث اغلق الشارع الى ما بعد بناية البنك الاخرى بمسافة نحو 300 متر، وعوض بتحويلة صغيرة ترتفع امامها حواجز كونكريتية تخنق المكان الذي لايمكن السير فيه للاكتظاظ فيه والزخام الشديد حيث تصبح الاجساد امواجا تتلاطم ولا يمكنك ان تخلص منها الا حينما تقذفك موجة الى البعيد، حيث يختلط الباعة بالمارة بشكل تراجيدي.

التقيت الفنان حمودي الحارثي (عبوسي) مصادفة ذات يوم جمعة، فمشينا معا، اول ما لفت انتباهه قرب تمثال الرصافي مجموعة كبيرة من العربات الخشبية تراصفت وتراكمت بشكل مثير، نظرها بدهشة وجال ببصره في المكان، كاد يقول شيئا ظننته من وحي اهتمامه بالفنون التشكيلية، لكنه قال: كيف يمكن لهذه العربات ان تغادر المكان نهائيا؟

عاد ليتطلع الى تمثال الرصافي بنظراته التي لم يسرها منظره، ومشينا قليلا، كان ينظر الى واجهات البنايات المتهرئة والشرفات المهدمة كان يشير الى البنايات التي ما زالت تحتفظ ببنائها الاول فيما يشير الى البناء الحديث ويتحدث عن الفارق بينهما من خلال الزخارف والمقرنصات التي توضح قدرة المعمار العراقي في اشتغالها بهذا القدر الكبير من الدقة، وحين كنت اقول له: من الممكن ان يهدم هذا البناء ويبنى غيره على نفس التصميم، فكان يقول: لا.. لا يمكن ان يتم الاشتغال بمثل ما كان فالبناء القديم لايمكن ان يعاد، ولا بد من تغيير في العمران، اعادة البناء بما يتلاءم مع التطور الحاصل والاسطوات العراقيون السابقون لايمكن لاي اسطوات في العالم مجاراتهم، يقول لي : انظر الدقة، انظر الصعوبة في الزخرفة والشغل، وبعد ان مشينا مسافة قصيرة اشار الى سوق الصفارين وقال : انظر.. كله تغير، على اساس يبنونه بناء مشابها ولكن ما حصل هو العكس، كان يقول (حرامات)، وبعد ان عبرنا الى ما بعد البنك المركزي كان يتحدث بألم عن الشرفات المهدمة والقبح الذي اصبحت عليه البنايات والتغييرات التي طرأت عليها في البناء الاضافي.

من البنك المركزي وحتى منطقة حافظ القاضي، هذا المقطع من الشارع منقسم بحواجز الكونكريت عرضية ويمتد على جهتيه باعة من كل نوع وصنف وتدور فيه العربات الخشبية التي يجرها الحمالون وما اكثرها، وتشكل زحاما لا يمكن للعابر الا ان يرتطم بواحدة منها، اما الاعالي في هذا المقطع فليس افضل من سابقه، فالتلوث البصري شاهق ولا يمكن للعين ان ترى جميلا، فهي اما مهدمة او تكاد، سألنا فقيل لنا: ان اصحابها هجروها او ان بعض اصحابها تركها للاندثار وكانت تتضرر بفعل الامطار والعديد من الشرفات سقطت، كنت اود ان اخرج كاميرتي لأصور ولكن انتابتني هواجس مختلفة لكنني جازفت وألتقطت بعضا من الصور وسط العديد من العيون التي كانت تتطلع لي بدهشة واستغراب، كنت اجامل بعض الباعة واستغل الفرصة للتصوير من خلاله.

في الجهة الاخرى من الشارع الممتدة من حافظ القاضي الى الباب الشرقي، لم يكن الحال افضل، وقد تغير كل شيء في المكان. (اورزدي باك) الرشيد اغلقت منافذه بالطابوق وتحولت دور السينما امامه الى مخازن لمواد انشائية وسواها ومهما حاولت استذكار الماضي فلن تجده، قال الحارثي: هنا كانت سينما كنا نشاهد فيها اجمل الافلام واحدثها، وحين وقفنا مقابل (اورزدي باك الرشيد ) قال : وهذه بناية سينما ايضا، صيفي وشتوي، كنا نأتي الى حفلات الساعة الحادية عشرة ليلا ونعبر جسر الاحرار مشيا، ثم التفت الى جوار الاورزدي باك حيث مكان الجامع فقال : كان الجامع الى الخلف وهنا في الواجهة كان محلات اجود الاحذية، وكان يشير الى البنايات الاصلية التي ما زالت في الشارع، هذه هي الاصلية اعرفها من اشكالها الفنية، لكنه كان يأسف للخراب الذي طالها وعدم الاهتمام بها، وبعد خطوات فتح الحارثي ذراعيه وقال : هنا كانت سينما، لاتصدق طبعا، من ابدع السينمات، وهنا المقهى البرازيلية الشهيرة، وهناك اعظم خياط في العراق، وهنا اكبر ساعاتي، وحين توقفنا امام (مقهى المربعة) نظر اليها بحزن وقد تحولت الى ورشة شوهت منظر الشارع بشكل غريب جدا، حتى ان رائحة منطقة (المربعة) التي كانت عابقة بنكهة المصريين لم تعد موجودة، بينما الارصفة مثقلة بعذابات البلاطات المهشمة والمواد التي ركزت عليها، وحين وقفنا امام مبنى سينما (الزوراء) انتابتني رجفة حرى، فقد هزمها التغيير وحولها الى مستودع كريه المنظر حمل عنوان (مجمع الزوراء) التجاري)، فيما ظلت سماؤها الخشبية خالية الا من المساميرالتي كانت تثبت بوسترات (افيشات) الافلام المعروضة، اشار اليها فقال كانت هذه من ارقى السينمات، انظر الى واجهتها فهي لا توجد على اية واجهة لسينما في العالم، انها شيء مدهش، انظر الى اعلاها فسوف يثيرك المنظر، الفنان الحارثي.. تأسف لمنظر الازبال المنتشرة هناك، واستغرب ان يكون هذا المكان الجميل بهذا السوء.

تحولت الساحة القريبة من جسر (السنك) الى ساحة كبيرة لوقوف السيارات وان كانت العمارة الخاصة بوقوف السيارات على بعد امتار منها، قال: من اسوأ ما حدث للشارع هذه العمارة فمن الخطأ الجسيم ان تبنى عمارة لوقوف السيارة لصق جسر السنك، هذا خطأ فادح، شوه جغرافية الشارع تماما.

كانت هنا ثمة حركة للمارة والسيارات وباعة متفرقون لكن المقطع الاخير من الشارع الممتد من جسر السنك الى الباب الشرقي يوحي بالرهبة، فهو فارغ تقريبا وواجهاته ليست افضل من أي مكان فهي متعبة تعلن اقترابها من الاندثار وليس على وجوهها سوى كآبة والوان رمادية، وبعد ان مررنا من تحت الجسر توقف الحارثي امام بناية عالية فقال : هذا كان فندقا، واشار الى اخر وقال: هذا كان فندقا ايضا، واشار الى بناية ثالثة : وهذه كانت فندقا، انظر الى الزخرفة تلك، ما كانت هكذا في البداية بل كانت حرف (s) وعليه خطان، ولكن غيروه لانه يرمز الى الدولار!!، وقال ايضا : هذا الفندق كان من اجمل الفنادق، اذكر انني عام 1956 جلست فيه لاول مرة بعد ان خرجنا في مظاهرات ضد العدوان الثلاثي على مصر، ما اجمل هذه الامكنة، انظر الى البناء الاصلي الحقيقي الذي لازالت تواريخه منقوشة، وكانت المحال التجارية من ابرز المحال في بغداد للالبسة من مناشيء عالمية.

استرعى انتباهنا ونحن نسرع في خطواتنا رنين الجرس المتواصل الذي جعلنا نتوقف امام سينما (ريكسي) حيث يصدر الصوت من بنايتها وهي التي مازالت تقدم افلامها بشكل متواصل على مدار الساعة، تطلعنا الى اعلانات افلامها كانت من قديم السينما العالمية والعربية غير الرصينة طبعا، لم نتوقف طويلا بل واصلنا سيرنا، ولفتت نظري المحال المغلقة التي تؤكد ان على هذه الحالة منذ زمن طويل كما لفت نظري بعض المحال التي مازالت على هيأتها السابقة ولم تغير شكل بضاعتها وربما هو الوحيد الذي دعاني الى ان ابتسم، لكن الحارثي الحارثي اشار الى مكان في الشارع، قبل شارع سينما الخيام بأمتار، وقال : كنت اقف هنا حينما مر سيارة مكشوفة وفيها ثلاثة اشخاص هم صباح بن نوري سعيد والوصي صالح جبر وثالثهم المطرب حضيري ابو عزيز، انا استغربت قوله عن وجود حضيري فقال : كان نجما مشهورا، وحين وصلنا الى رأس شارع الرشيد، صعد الرصيف المقابل وراح يحدق في محل عريض مهمل فنظر الي وقال: هنا ابرز واكبر بائع اسطوانات انه (جقماقجي)، انظر الى حاله الان، هذا المكان كان حافلا بالحياة.

هناك توقفنا.. واستذكرت ان امين بغداد اعلن في الاول من تموز / يوليو الماضي : ان اللجنة الأقتصادية في مجلس الوزراء وافقت على المشروع الذي تقدمت به أمانة بغداد لإعادة إعمار وتطوير شارع الرشيد التراثي والمنطقة المحيطة به على ضفة نهر دجلة، وان الامانة تعاقدت مع إحدى الشركات المتخصصة لإعداد الدراسات والتصاميم الخاصة بأعادة إعمار وتطوير شارع الرشيد بكلفة تصل الى 7.300 سبعة ملايين وثلاثمائة ألف دولار وبسقف زمني مدته 9 أشهر.

انتهى تجوالنا.. ووقفت على طرف الشارع الذي تبدل وارتسمت ذكرياته وقد كان بكل ما فيه ساحرا ومفعما بالحركة والمتعة والدهشة والمؤانسة، هنا كانت مقهى، هنا كانت سينما، هنا كانت (استراحة) ذات اجواء شاعرية، هنا كانت مكتبة عامرة، هنا كان كل جديد وقديم يتنافسان لجذب الناس، تأملت الـ (93) عاما التي مرت بالشارع وشاهدتها ترفع ايديها استغاثة، وكأنني سمعت صوت الشارع العجوز يقول: انا شيخكم الجليل، وهذه عصاي لا استطيع بها ان اهش على اهمالي فمتى عساكم تلتفتون الي.

http://www.elaph.com/Web/Reports/2009/11/506090.htm

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب


 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع والنشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com