ابداعها وابداعهن

 

اهم ما يميز الانسان عن سائر المخلوقات (البيان) ... وهو الكشف عن الشيء.

فقابلية الانسان وقدرته في الكشف عن الاشياء هي سرُ نجاحه وديمومة انسانيته. وهذه القابلية تتفاوت تبعا لتبيان البيئة وعوامل الوراثة والتربية والمكتسبات الخارجية. ولكن يبقى الانسان مبدعا في بيانه وان تصاعدت درجاته حينا وهبطت حينا اخر ... يبقى الانسان مبدعا.

والانسان العراقي مبدع في كل درجاته الصعودية والنزولية... واريد هنا ان اخصص اكثر، المراة العراقية مبدعة في كل درجاتها الصعودية والنزولية.. فالمراة في الريف تزرع وتحصد وتخبز وتنجب وتربي وترعى المواشي ويمارس عليها كل انواع الظلم والاجحاف السياسي والاجتماعي والاقتصادي والاسري، وهي شامخة منتصبة العود مازالت حية متشبثة بالحياة تبحث عن الافضل في احلك الظروف.

والمراة في المدينة، مع انعدام الكهرباء وقلة الماء وفقدان الامن في الشارع، تراها تمارس يومياتها في باحة الدار، وتخرج الى العمل وتمارس نشاطاتها الاجتماعية وربما السياسية وتطلق الفكاهة وتحمل الامل في خافقها ليضرب بظلاله على جفون عينيها فيزدادان جمالا وتالقا ... فهي مازالت حية مرفوعة الرأس متشبثة بالحياة تسعى وراء الافضل لتصوغ لاولادها حاضرا لعله يكون مختلف.

اين هن مبدعات العالم ونسائه من المراة العراقية؟

اقطعوا الكهرباء عنهن ... واغلقوا اسواق التبضع بوجههن، جففوا شواطىء الخليج ولبنان ومصر عن مائها، واغلقوا مراتع الترفيه عنهن واختموا بالشمع الاحمر على رؤاهن واحلامهن... والاهم من ذلك، حاربوا الحياة في يومياتهن وافشوا الرعب في طرقاتهن ودعوا الموت يحصد اعزاءهن ... ولنرى ماذا يصنعن؟

الابداع ان لا يكون هناك شيء ... فتكون انت كل شيء.

وهذه هي المراة العراقية، في زمن اللاشيء، تسعى وراء كل شيء لتكون هي كل شيء ...

فتحية لها لان كل الاشياء تتضاءل عند دمعة واحدة تسكبها عراقية على عز  يز فُقد او أمل تخشى ان لا يتحقق.

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com