عندما يصمت العراقي!!

 

منذ فترة ليست بالوجيزة والالم ينخر في قلبي عتبا على اخوتنا العراقيين في الخارج وخاصة على العراقية في بلدان العالم التي تعيش الامن والرفاه والراحة هي واعضاء اسرتها، وكلما ازدادت وطأة الالم، اخذت ابحث عن اعذار واعذار في محاولة لامتصاص الغضب حتى لا انفجر.

ولكني اليوم - وليعذرني الجميع - قررت ان انفجر.

فعندما كتبت أدين صمت العالم الدولي والاسلامي والعربي، ارتعش القلم بين اناملي وبذلت مجهودا كبيرا حتى لا ادين صمت العراقي في الخارج ايضا... وقلت لعله ياتي بشيء في الايام القادمة.

وتمر الايام وتمر ويبدو انها ستمر وستمر ويبقى الصمت هو اختيار العراقي في الخارج.

فما بالي اعتب وادين على العربي والمسلم هنا وهناك وابناء جلدتنا وقضيتنا وارضنا لا يجيدون غير لغة الصمت وثقافة اللامبالاة ومن يستنثى منهم يأتي باستنكار وذلك اضعف الايمان.

ياعراقيو عراقنا... هل استكثرتم علينا بتظاهرة تأخذ سويعات من وقتكم تجوب شوارع بلدان تحملون جنسياتها وتحترفون لغاتها، لتقولوا لنا (اننا معكم... وليست دمائكم رخيصة عندنا).

يا عراقيو عراقنا... في مشارق الارض ومغاربها ألا تستحق الام العراقية منكم صرخة غضب تطلقونها بشكل او بآخر لتقولوا نحن عراقيون معكم وان باعدت الارض بيننا.

هل امسى دمنا رخيصا حتى عندك انت ايها العراقي في المهجر ام اتحرى الدقة لاقول الوطن الثاني لك، او ربما الاول!

هل تستكثرين علينا ايتها العراقية هنا وهناك بتظاهرة او اعتصام او حتى ثورة، لتقولي لاختك على ارض الوطن: (نحن معك، ان لم نجفف دمعك، فسنطالب بثأرك)!

انا لا اعتب عليكم، بل اني ادينكم، ادين الصمت في داخل كل واحد منا، كما ادين الخوف في داخل كل واحد منا... على ارض الوطن او في خارجه...

فاذا كان باعث الصمت، هو الخوف او اللامبالاة او الحرج او التقية او اي مسمى آخر... فاني امزق الصمت في احشاء الخوف واقولها ... كل الصامتين شركاء في دماء العراقيين... ولا يوجد شيء اسمه اضعف الايمان، فأما ان تقول كلمتك وتسجل موقفك واما ان تترك التاريخ ليقول كلمته فيك.

وليعلم العالم باسره، العراقيون والعرب والمسلمون والمسيحيون واليهود وكل المذاهب والاعراق والقوميات ... العراقي لا يموت، لان الموت عندنا حياة ... وحياتنا كنخلتنا كلما امتدت عليها يد لتقطعها ازدادت شموخا وخلودا.

العراقي لا يموت مهما استباحوا دمه، لان الموت من شيم الصامتين.

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com