سجّل أنا عراقي!!

 

ورغم انوف كل الحاسدين والحاقدين والمبغضين، سابقى عراقي... انتمي الى دجلة والفرات ومسلة حمورابي، عراقي، يدين لي العالم بكل حضاراته وعلومه ورقيه ...

عراقي ... رغم سني الاستبداد والقمع والقهر، مازلت انبض بالحياة، احب الحياة، وابني الحياة.

ورغم كل محاولاتهم لقتلي، سابقى حيا في ذاكرة التاريخ ونبض الزمن ورؤى المستقبل... لاني قادر على ان اصنع من دمي ملحمة الخلود، ومن رحم الاستبداد صغت حريتي.

نعم، نحن متعددو القوميات والمذاهب والاطياف... مختلفو الرؤى والافكار، ولكننا قادرون مع كل اختلافاتنا ان نتعايش مع بعض، نتنافس في جو من الاحترام والتسامح... وعندما تحين ساعة الصفر، ترانا جميعا عراقيون... عراقيون.

لذلك كنت اتمنى ان ارى في الدستور - ملحمة العراقي في الالفية الثالثة- ان اجد عبارة (العراقي ينتمى الى الامة العراقية)، فالامة هي كل جماعة يجمعها امر ما، هذا الامر قائم على الرضا او الكره.

فانتماء العراقي الى الامة الاسلامية يؤطر باطار الرضا او الكره ... فاين هي الامة الاسلامية من العراقي؟

في سني الاستبداد، شاركت الامة الاسلامية بالصمت واللامبالاة لما يحدث للعراقي في الداخل والخارج، والعراقي الذي فر بجلده باحثا عن الامان ولو في جزر الواق واق... شاركت البلدان الاسلامية في حرمانه من هذا الامان الذي وجده في احضان الامم الاخرى!

وبعد سقوط الطاغية ... يتساءل العراقي عن انتمائه الى الامة الاسلامية او انتماء الامة الاسلامية اليه! حيث ان هذه الامة لم تمارس واجبا اسلاميا ولو كان اضعف الايمان.

اما انتماء العراقي الى الامة العربية! فلا يقل شأنه عن الانتماء الاول، فاين هم العرب من الواقع العراقي في الماضي والحاضر؟.

وعندما تتحدث الجامعة العربية عن عروبة العراق، يتساءل العراقي: هل العروبة اوراق رسمية في ملفات الجامعة العربية ومؤتمراتها ام هي مشاركة وتفاعل وانتماء وتسجيل مواقف؟!

وكعراقي احتار الى اي الامم انتمي... لذلك افضل الانتماء الى عراقيتي.

كما اقترح انشاء جامعة او هيئة او امة تدعى (الامة الانسانية) لكي ينتمى اليها العراقي وكل البشر الذين يشعرون بانسانيتهم ويتحركون من خلال انتماءهم الى هذه الانسانية، فلا تجمدهم المصطلحات او تختزنهم مدرسة فكرية او دينية. يعيشون هَمّ الانسان ويسعون لتحقيق تطلعاته.

انا كعراقي افضل الانتماء الى هكذا امة، عندما اصرخ يتمزق قلبها لصرختي فتمد شرايينها لتلتحم مع شراييني المقطعة. وعندما اجوع تكسر خبزتها لتلقم افواه اطفالي... وعندما استباح تمتطي صهوة جوادها لنصرتي... وعندما يسقط الحلم مني، ترفع لي رؤاها.

هل هناك مثل هذه الامة؟ دلوني عليها.

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com