أمة (أقرأ) .. لا تقرأ!!

 

يملأ الأفق اريج ذكرى عظيمة عظمة الإنسان، خالدة خلوده ألا وهي ذكـرى ولادة المصطفى (ص)، الإنسان الذي جاء ليحيي الإنسانية فينا ويؤسس لدولة العدل بكل ابعادها وخلفياتها ..

واليوم في الألفية الثالثة للزمن المؤرخ في عمرنا .. تطل علينا هذه الذكرى في زمن تكالبت فيه قوى الشر والارهاب لقتل الإنسان فينا وقتل العراقي على أرضه ..

نحن اهل الرافدين تعودنا دوماً أن نكفكف الدمع ونضمد الجرح لنقف منتصبي القامة مرفوعي الرأس لنقول: كل عام والأمة الإسلامية بألف خير .. كل عام وأهلاً بك يا مولد رسول الإنسانية..

لو استقرأنا تاريخ الرسول الحركي في أول خطوة له نحو الإصلاح والتغيير لوجدناها تبدأ بـ (أقرأ).

أول خطاب سماوي لأهل الأرض يدعوهم فيه الى القراءة .. فيا ترى ما هو مدى تفاعل أمة (أقرأ) مع هذا النداء الرباني؟!

وعندما هتف الرسول (ص): (ما أنا بقارئ)، كان يعلم أن المسؤولية خطيرة وأن المهمة صعبة، فكأنه كان يهتف من أعماق قلبه المتألم لحال البشرية: (كيف أقرأ في أمة جاهلة؟ كيف سأقرأ لهم ملحمة الاصلاح وفصول التغيير في أمة تجذرت فيها الجاهلية والعصبية والضلال؟).

وبدأت مسيرة الاصلاح المحمدية لكي تجعل من الجاهلي مثقفاً قارئاً .. لتجعل من الارهابي الذي كان يتلذذ بالدم والسبي والظلم، إنساناً مسالماً يحب لأخيه ما يحب لنفسه .. وتستمر مسيرة الرسول حتى تشرق الأرض بنور ربها ويعلو الإسلام لترفرف رايته في بقاع العالم المختلفة.

واليوم في الألفية الثالثة .. يعود الإنسان القارئ، جاهلاً حتى بمكنونات نفسه ..

يعود الإنسان المسالم .. ارهابياً يؤرقه السلام والأمان .. وأمة (أقرأ) ما بين إعلام مضلل ودعوات باطلة وهويات مزيفة ..

وضاعت (أقرأ) في زحمة ثقافات الجاهلية الحديثة!!

أعتقد أننا الآن ـ كعراقيين ـ أحوج ما نكون في المرحلة الراهنة الى ثقافة (أقرأ)، وكأن هذا النداء الرباني الذي مزق سكون غار حراء، يتردد صداه الآن في أرض الرافدين ليطالبنا بتنفيذ الأمر الإلهي ..

إقرأ .. ولكن ليس بالمقلوب أو المغشوش أو المضلل بل (اقرأ) كما قرأ محمد (ص) وأصحابه وكل المصلحين وأولياء الله ..

(أقرأ) بوعي وحذر وحكمة، (أقرأ) لتصلح وتغيير كما قرأ محمد (ص)

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com