عذرا يا رسول الله... لن اوقد شمعة


اعتدت في كل عام من ذكرى مولدك، ان اوقد شمعتين...
الاولى في قلبي لتجلي شيئا من ظلامه، والثانية على كعكة اقدمها لاولادي لنحتفل بساعة من زمننا الضائع بمولدك يا سيدي يارسول الله.
ولكن في عامي هذا، سأقدم لك شيئا مغايرا عما كان عليه في الاعوام الماضية... واعذرني يا رسول الله.
فشرايين قلبي قد اغلقتها الاسلاك الشائكة كما الشوارع في بلدي، وقيدت حركة الدورة الدموية فيها كما قيدت الحرية المطلقة في بلدي حركتنا اليومية في طلب الرزق او العلم او مجرد المشي لرياضة الصباح!!
العضلة الكمثرية بين اضلاعي، اصابها التشنج الديمقراطي كما العملية السياسية في اروقة البرلمان، وحارت في امرها بعد ان عجز الطب البشري والبيطري والدولي في ايجاد علاج لها وسط دوامة الحلول المتطايرة هنا وهناك لايقاف نزف الدم في حياتنا اليومية المصطبغة بلون الخوف والترقب.
كل الطرق الى قلبي مغلقة!! كما الطرق المغلقة بوجه المواطن على ارض بلدي!! طريق واحد امامه ولا حرية له في الاختيار في زمن حرية الاختيار، سوى الرضوخ لامر يراد له ان يسود!! اما ان نحكمك نحن او تموت!!
قلبي مفروض عليه القهر، كما الانسان في بلدي... اما ان نحكمك نحن او تقهر!!
والكعكة في زمننا لم يعد لها طعم سوى الحلاوة المريعة التي تسبب السكر في بلد مواطنوه اما مرضى سكر او ضغط او مرضى شهرة وشهوة وربما ادمان قتل وترهيب ودمار!!
كما الشمعة لم يعد لها معنى او رمز، فكل ليالينا الكالحة شموع، وفي السويعات القليلة التي يأتينا فيها التيار الكهربائي، تصعقنا اخبار الشاشة الصغيرة ، فننكفأ على الشمعة من جديد فهي ارحم لنا واسلم!!
هل ادركت يا سيدي يا رسول الله، لماذا لن اوقد لك شمعة هذا العام؟!
لا تظنني يائسة!
فلولا ما في الحياة من فسحة امل! لتطايرنا مع اول تفخيخ هز الارض من تحت اقدامنا.
ولكني احاول ان اقول شيء في زمن الصمت المرعب والرعب الصامت!!
صمت مرعب من كل من حولنا، اصاب العالم العمى والطرش ... امتنا الاسلامية لم يعد يهمها امور المسلمين بقدر ما يهمها امر السياسة والامن القومي، واذا نهضت لتصرخ، كان صراخها شعارات وهتافات يستغفلوننا بها في نشرة الاخبار!!
والامة العربية، نائمة على امجاد الاجداد... طال ليلها واسفر صبحها على نواح عجوز تندب حظها العاثر!!
والرعب الصامت يحيط بنا من كل مكان!!
رعبٌ كدبيب النمل ... يسري حولنا من حيث لا نرى ولا نسمع... وفي لحظة حاسمة تتطاير الحياة منا دون ان نشعر او نفهم لماذا حدث هذا وكيف؟ لكل هذا ولاشياء اخرى قد علمنا الصمت المرعب والرعب الصامت ان لا نبوح بها حتى لانفسنا... اعتذر يارسول الله عن ايقاد شمعة لمولدك هذا العام.
واعذرني ان قلت ما قلته في ذكرى مولدك... الذي سيبقى احلى بهجة في عمرنا، لانك اروع ما في العمر وما بعد العمر...
حنانيك يا حبيبي يا رسول الله... فما أحوجنا اليك يا رسول الرحمة والانسانية في زمن القسوة والضياع!!
حنانيك يا رسول الله... لا تتركنا
 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com