زمن الصمت

 

فتحت مقبرة الصمت فاهها لتزدري الجميع الى احشائها بسرعة فائقة عجزت وكالات الانباء ووسائل الاعلام عن توثيق الحدث الاكثر فظاعة في الزمن الاقسى مرارة.

مازال الدم العراقي يلفظ كل يومه انفاسه على قارعة الطريق الصامت ما بين نحن وهم... ورغم اننا استنكرنا وشجبنا ونستنكر وندين، يصر الاخرون على صمتهم الذي لفظته مقابر التاريخ برمتها!!

ومازال الاخرون يصرون على صمتهم المغمس بوجعنا وبوجع الانسانية في لبنان هذه المرة ومن يدري اين غدا؟!

والدم اللبناني هو الاوفر حظا!! فقد نال نصيبا لا بأس به من الاهتمام (ولو على طريقة ذر الرماد في العيون)، ليبقى دمنا يبتلعه الصمت الموحش، القاسي قساوة القدر في نبض الايام فينا!

المهم! الانسان يموت هنا او في لبنان او فلسطين او اي مكان آخر على وجه الارض، ومازالت الشمس تشرق والارض تدور واللجان الدولية ولجان الاغاثة تبعث بمندوبيها للتقصي ودراسة الواقع وكتابة التقارير... ويبقى الانسان المسكين يغمس وجعه بالماء ليلقمه لصغاره لعله يسكن وجع البطون ويبقى حائرا كيف يطفئ لهيب التمرد في عيونهم الصغيرة... ذلك التمرد الذي سكن خفايا الجفون، رعبا من شظايا تدمر احلامه!

المهم! ان كل شيء يجري على ما يرام!!

اطلاق الصواريخ... قتل الابرياء... تسويق الاسلحة، رش الحياة بمبيدات الموت المصنع والمغلف باحدث المصانع... كل شيء يسير على مايرام!

يا ترى هل بقي للعالم الانساني والبشري والحضاري من قيمة؟!

بل دعوني اقول هل بقي للقيم عالما انساني وبشري وحضاري تتجسد فيه؟!

اخبروني، هل هناك كوكب آخر يصلح للحياة غير الارض، لنشد الرحال اليه، على شرط ان لا يكون فيه بترول، ولا تزييف، ولا تضليل، ولا اصنام يفرض علينا عبادتها!!

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@bentalrafedain.com