لماذا المرأة؟!

 

يقولون ان المرأة سميت (مرأة) من المرمرة اي انها تمرمر الرجل!! وسمي الرجل (رجلا) لانه يسعى برجليه ليكسب رزقه ورزق عياله!!

ويرون ان المرأة التي تنام وزوجها غاضب عليها وان كان ظالم لها فالملائكة تلعنها حتى الصباح، لذلك عليها ان تسعى لكسب رضا زوجها باية طريقة وان كان ظالم لها.

هاتان المقولتان أسستا لمنظومة فكرية اجتماعية توارثتها الاجيال وأمست دينا مقدسا لا يمكن الخروج عليه بل لا يمكن المناقشة فيه.

ولكن واقع الحال على الارض يفخخ المقولة الاولى شر تفخيخ، لان نسائنا اليوم هن اللواتي يركضن بارجلهن وراء لقمة العيش لفقدهن المعيل او لان الوضع المادي للرجل في حياتها لا يكاد يكفي لمتطلبات الحياة دون ان تقف لتساعده وتعاضده .. فيا ترى هل هناك ضرورة لتغيير اسم هذا المخلوق من رجل الى شيء آخر!!

والمقولة الثانية يرفضها القرآن اشد الرفض باعتباره دستوراً للحياة الانسانية بشكل عام وللمسلمين بشكل خاص، لان أصل القرآن قائم على العدل، ولا يرضى بالظلم تجاه ابسط واضعف مخلوقات الله فكيف يرضاه لسيد الكائنات واكرم مخلوقاته الا وهو الانسان!! هذا الا اذا اخرجنا المرأة من دائرة الانسانية.

يا ترى ألا تلعن الملائكة الرجل الذي ينام وهو ظالم لزوجته؟! أم ان الملائكة تنحاز للرجل وتدعم فوقيته؟!

الكم الهائل من الروايات المشابهة لهذه الرواية والتي تزخر الكتب بها والمجالس ويعتنقها الغالبية كثقافة تؤطر سلوكه، ما هي الا ممارسات ذكورية في اعماق التأريخ لتدعيم وترسيخ مملكة الرجل وسطوته باسم الدين، لان اضفاء صبغة الدين على الاشياء تدفع الناس الى القبول بها دون تفكير او تمحيص مخافة ان يقتربوا من غضب الله.

والله اعطى للعقل صولجان الحكم، وطلب من الانسان ان يعبده بالعقل وان يجعل التفكير وسيلته للوصول الى الحقائق والمعارف، كما ان القرآن يرفض فكرة تدجين العقل او تسخير عقول الناس لما يخدم مصالح معينة، ويؤكد دوما ان تفكير ساعة خير من عبادة سنة.

والغريب أن يضج الفضاء من حولنا بدعوات حقوق المرأة وضرورة مناصرتها ودعم حركتها وتُقام المؤتمرات وتُكتب المقالات بحيث اصبح كل من من يريد ان يقول: (أنا ديمقراطي متحضر) يرفع شعار مناصرته للمرأة وتكون أولى مفردات اجنتدته (المرأة)، ليكون هو أول ظالم لحقها على أرض الواقع وأول مصادر لحريتها وحقها في التعبير.

فلنحاول ان نعيد قراءتنا للتأريخ والدين والواقع .. لنحاول ان نكون بشرا احرارا في تفكيرنا واختياراتنا وانسانيتنا قبل ان نقسم الوجود الى اسياد وعبيد.

لعلنا نصل الى زمن لا تتساءل الواحدة منا فيه: لماذا المرأة دوماً؟!

علياء الأنصاري

مديرة المنظمة

 

 

Google


 في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
 info@brob.org