للارهاب صور اخرى

 

تتمايز الازمنة فيما تختزنه من احداث تؤرخها.

واهم ما يميز زمننا - نحن العراقيون- كثرة المصطلحات وتناقض المفهومات.

فبينما يتحدث الجميع عن التحول الديمقراطى والانفتاح والحرية وديمقراطية السياسة والشارع وحتى البيت بل الطفل العراقي اليوم يناقش وينظر في الديمقراطية والحرية. نجد ان لغة الواقع الارهاب والعنف... وانا لا اتحدث هنا عن الارهاب في اللطيفية وعمليات التفخيخ وقتل الانسان فلها مقال في مقام أخر.

انما اعني العنف المقنن والارهاب المشرع الذي نمارسه يوميا كما نتناول ثلاث وجبات يوميا!!

فالزوج الذي يضطهد زوجته وشريكة حياته قد يضربها، قد يشتمها، وقد يصادر حريتها وارادتها في اتخاذ القرارات ومصادرة حقها في الخروج او ممارسة هوايتها - على اقل تقدير _ في الحقيقة هو يمارس العنف وان البسه ثوب الشرع او العرف.

والاب او الاخ الذي يصادر حرية البنت وحقها في الخروج وممارسة دورها في المجتمع والالتحاق بركب العلم والتطور بذريعة العيب والحرام، يقنن استبداده في محاولة لاقناع الضمير والذات.

والمدير الذي يستبد برايه ويتعنف في سلوكياته تجاه مرؤوسيه فيصادر حقوقهم ويتلاعب بمقاديرهم وربما يسرق قوتهم، ارهابي بثوب رسمي.

والبقال الذي يطفف في الميزان، ارهابي يحارب الناس في قوتهم. والمثقف الذي يتلاعب بالالفاظ والعبارات ليصوغ افكارا تنسف الحقيقة، ارهابي يفخخ العقول بالتضليل.

والديمقراطي الذي يرفض الراي الاخر ولايقبل وجوده وقد يعمل على الغاء هذا الوجود، ارهابي يزكرش مرضه الاستبدادي بطلاء الحرية.

عندما نتحدث عن الديمقراطية في اوساطنا ونطالب بمظاهر ديمقراطية علينا ان نوجد الديمقراطيون اولا ونوجد لهم الارضية التي يتحركون عليها والفضاء الذي يستنشقون انفاسهم في رحابه... ولندعي بعد ذلك اننا ديمقراطيون!!

 

علياء الأنصاري

مديرة الموقع

 

 

 

Google


    في بنت الرافدينفي الويب

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

© حقوق الطبع و النشر محفوظة لموقع بنت الرافدين
Copyright © 2000 bentalrafedain web site. All rights reserved.
  info@bentalrafedain.com