دور الحكام وتأثيرهم على ثقافة المجتمع
الفصل التاسع
محمود الربيعي
مقدمة
يلعب الحكام دوراً اساسياً ومهماً في حياة الشعوب وقد يكون هذا الدور إيجابياً في خدمة المطالب الشعبية وتلبية رغبة الجماهير الأمر الذي يحقق سعادتها وإزدهارها، وقد يكون ذلك الدور سلبياً بحيث لايسمح للشعوب أن تنال حقها المشروع، وكل ذلك يتوقف على وعي الشعب وقدرته على تحمل المسؤولية في أصعب المهام وهي مهمة إختيار الحاكم الصالح.
مظاهر الحاكم الفاسد
إن من مظاهر الحاكم الفاسد:
أولاً: حب الذات: وهو بلاشك أمر يعمي الأبصار ويثير العزلة بين الحاكم والمحكوم ويولد في نفسه الكراهية التي تظهر على شكل عنف يمارس ضد الشعب ويعمل على نشوء وقيام نظام دكتاتوري.
ثانياً: التكبر: والتكبر هو جزء من حالات الفخر، وهو نوع من أنواع الغرور، ونادراً ماينجو منه الحاكم بسبب قلة تحصيله للثقافة الإنسانية، وإنعدام الرقابة الذاتية على الذات.
وفي الجانب الآخر فإن من مستلزمات الحاكم الجيد هو التحلي ب:
أولاً: التواضع والتواصل مع الجماهير: يفترض أن تكون للحاكم مواصفات تليق بحاكم يقف على قمة هرم السلطة سواء كان ذلك الحاكم ملكاً أو رئيساً أو ماشابه والمهم في الأمر هو أن يتفهم الحاكم شؤون شعبه ويقف إلى صفه مشاركاً له همومه ومعاناته ومشاكله وليقف مع مسؤوليه على الحلول لا أن ينزوي في قصره بعيداً عن آهات الجماهير وحسيسها، فإن الصنمية لن تدوم وستفشل يوماً ما وسيسقط الحكم والحاكم لامحالة.
ثانياً: العدالة: وعلى الحاكم أن يمثل الجميع دون أي تمييز طبقي، وعليه أن يساوي بين المواطنين في الحقوق والواجبات، وعليه أن يطبق القانون بلا إفراط ولاتفريط.
أهمية الإنتخاب الشعبي للحاكم
إن التطور التأريخي لأنظمة الحكم تحتم على الجماهير إختيار حاكمها عن طريق الإنتخاب وهو الطريق الصائب لإختيار الحاكم الذي تعرفه الجماهير من خلال ممارساته الميدانية وسيرته الذاتية.
شرور السلطة الحاكمة
وإن من أخطر أنواع الحكم هو أن يأتي الحاكم بطريقة غير مشروعة إما عن طريق الغدر أوالإحتيال ثم يعتمد على حاشية فاسدة تحارب من يدعو إلى الإصلاح، وإن من أبرز مظاهر الحكم الدكتاتوري هو:
أولاً: إشاعة الخوف واللجوء الى سياسات الإعتقال والتعذيب والقهر والقتل والإبادة.
ثانياً: ظهور حالات الفساد الإداري والمالي.
ثالثاً: إحتمال شن الحروب العبثية داخل المنظومة الإقليمية أوضد دول الجوار.
إن هبوط درجة الإحساس بالوطنية لدى الحاكم سوف يخل بالحالة المثالية التي يتطلبها الواقع، ويُمَكِّن لطبقة فاسدة او عصابة طامعة أن تتسلط على رقاب الجماهير.
دور الشعب في خلق الخيار الشعبي الصحيح
وعندما تختار الشعوب قيادتها فإنها تكون قد وضعت يدها على المسار الصحيح الذي يخدمها ويحقق أمانيها، فالقيادة الناجحة والمسؤولة يمكن أن تأخذ على عاتقها مهمة الحكم وتساعد على الأخذ بيد المجتمع نحو الأحسن، وإن مشاكل الدولة سوف لن تزول إلاّ إذا أحسن الشعب طريقة إختيار قادته.
إشراك الفاسدين في الحكم أحد مظاهر الفساد
ومن أولى المهمات الشعبية إبعاد العناصر السيئة، فمشاركة الفاسدين هو وجه من وجوه الفساد والإفساد، فلا تجوز مثل هذه المشاركة لأنها ستقود بالتالي الى الفشل.
الأنظمة الشعبية قادرة على تحقيق النظام الأحسن
وفي النظام الشعبي فان خيارات تشكيل النظام الحاكم يمكن أن يحقق إصلاحاً وتغييراً جيداً في سياساته الإقتصادية والإجتماعية بعيداً عن كل أنواع القذارة السياسية أو السياسات القذرة، كما يمكن أن يمهد لقيام جبهة إصلاحية معارضة داخل النظام الشعبي الحاكم تعمل على تصويب إدارة الدولة وتمارس الرقابة الجماهيرية على النظام الحاكم مما يمنع ظهور أية معارضة مضادة قبيحة.
خاتمة
إن قيام نظام حكم عادل وإدارة قوية على أسس فلسفية سليمة يمكن أن يضمن للشعب إستقراراً طويل الأمد خالياً من الأزمات والنزاعات ويحقق فرصاً أكبر للسعادة.